منتديات أنا جزائري

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى جزائري منوع يهتم بالقضايا الجزائرية وقضايا العالم العربي والاسلامي


3 مشترك

    الغزالي: افهموا القرآن أولا.. ثم فسروه!!

    اسامة
    اسامة


    عدد المساهمات : 41
    تاريخ التسجيل : 30/10/2009
    الموقع : https://anajazayri.7olm.org

    الغزالي: افهموا القرآن أولا.. ثم فسروه!! Empty الغزالي: افهموا القرآن أولا.. ثم فسروه!!

    مُساهمة  اسامة الأحد نوفمبر 08, 2009 1:46 am

    مدارك" تحيي تراث الغزالي في التفسير (2)

    الغزالي: افهموا القرآن أولا.. ثم فسروه!!

    محمد أبو المجد / 26-08-2009
    Image
    في حلقة أذيعت قديما على إحدى قنوات راديو وتليفزيون العرب "ART" يختار العلامة الراحل الشيخ محمد الغزالي أربع آيات من سورة النساء من الآية 80 إلى الآية 84 لتكون محورًا لتفسيراته وخواطره، وسبب الاختيار حسب تعبيره أنها "اشتملت على مواقف عملية لها إسقاطات واقعية متميزة"..

    شاهد الحلقة كاملة

    وهذه الآيات هي قول الله عز وجل: "من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا (80) ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا (81) أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا (82) وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا (83) فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا (84)".

    ولعل أول قضية واقعية اختارها الغزالي ليسقط عليها تفسير الآية 80 هي تلك التي بدأت خيوطها تنسج في ذلك الوقت حول مدى أهمية الاستعانة بالسنة، تمثلت في تساؤلات حول حقيقة وجودها من الأساس، ودعوات لاعتبار القرآن الكريم هو المصدر "الوحيد" للتشريع.

    وفي مواجهة تيار القرآنيين يصدح الغزالي بالقول: في عصرنا هذا، جدت أقوال مستغربة لم تعرف في تاريخنا الثقافي، ولا في تراثنا الديني، وهي زعم بعض الناس أن السنة ليس من الضروري أن نعمل بها ويكفينا القرآن، والحقيقة أن هذا الكلام يحوى خطأ فاحشًا، فالذي نزل عليه القرآن أولى الناس بتفسيره عمليا وتطبيقه سلوكيا وطاعتنا للرسول في هذه الميادين كلها واجبة وهو بعض ما تشير إليه الآية التي بدأنا الاستماع إليها، وهي قوله تعالى: "من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا".

    ويؤكد الغزالي أن الرسول مبلغ عن الله، ينقل إلى الناس ما أوحي إليه من كلام الله بدقة وأمانة، وما ينقله كلاما يفسره بسيرته وسنته وأقواله وأعماله وتقريراته، حتى تكون حياته النموذج التطبيقي الذي يأخذ الناس منه القدوة الحسنة، فالرسول بشخصه وبما يبلغه ينبغي أن يكون مطاعا ولا نقبل أبدا أي "ازورار" عن منهجه أو بعد عن طريقه.

    حرية الاعتقاد = حرية الإرادة

    طالع أيضًا:

    الغزالي: "هو اجتباكم" أساس أستاذية الأمة
    أما الشطر الثاني من الآية: "ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا"، فيذهب الغزالي إلى أنها جاءت "للتأكيد على حرية الاعتقاد والتي تعكس حرية الإرادة"، لافتا إلى أن رب العالمين في سورة أخرى يقول لسيدنا رسول الله: "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"، لكنه يستدرك أنه إذا دخل الناس الإيمان بمحض إرادتهم فيجب أن يتقيدوا بطاعة الله؛ لأنه "ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"، فما دمنا، والكلام للغزالي، قد آمنا فإنه يلزمنا مبدأ السمع والطاعة، وعلى هذا يجب أن نعمل ما أمر الله به وأن نترك ما نهى عنه.

    ويستعرض الغزالي استنكار الله عز وجل لافتقاد بعض المسلمين من المنافقين لهذا المبدأ (السمع والطاعة)، في الآية التالية: "ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا"، مبينًا أن كلمة "يقولون" هنا تبين أن الطاعة كانت فقط خارجة من ألسنتهم وليست من أعماق قلوبهم كما ينبغي، فإن ظاهر المؤمن وباطنه سواء في طاعة الله وفي التأسي برسوله.

    أما قوله تعالى: "والله يكتب ما يبيتون"، فيشير الغزالي إلى أنه تعبير مجازي شرحته آية أخرى وهي: "أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون"، فالرسل تكتب والملائكة تسجل وتحصي، ولما كان هذا بأمر الله وقيوميته وإشرافه صحت النسبة إليه وإن كان الفعل للملائكة الذين كلفوا وأدوا ما عليهم بوضوح.

    ويتابع: فإذا بيت المرء غير ما قاله بلسانه، فهو منحرف عن طريق الإسلام وينبغي أن يؤدب، ولذلك قال الله لنبيه: "فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا".

    ثم جاء الأمر بعد ذلك بتدبر القرآن، وهو الأمر الذي أوضح الغزالي أنه يحتاج إلى عقل حصيف، وفكر حسن؛ فكتاب الله قد تكون فيه آيات قد يحتاج تجميعها إلى تنسيق، ويؤخذ الحكم منها بعمل العقلاء وإدراك الفقهاء، لذلك جاء الأمر "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"، وفي حديث صحيح أن النبي خرج على أصحابه وهم يتجادلون في بعض آيات القدر، فغضب النبي وقال: (إن القرآن جاء لا ليكذب بعضه بعضا ولكن ليصدق بعضه بعضا فما فهمتم منه فاعملوا به وما لم تفهموه سلوا عنه)، ومعنى "سلوا عنه" أن نذهب إلى العلماء المدركين لنعرض عليهم ما تشابه علينا وبذلك نأخذ منهم الإجابة السديدة.

    ويوضح الغزالي إلى أن ذلك هو ما أشارت إليه الآية بعد ذلك في قوله جل شأنه: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به"، مبينًا أن هذه الآية تحوي عتابًا لأناس فيهم طيش أو خفة، حيث كانت الآيات تنزل من كتاب الله فربما وهلت أذهانهم إلى معنى غير مراد أو غير صحيح، فيسرعون إلى الكلام هنا وهناك، دون تثبت ودون وعي بالحقائق، ودون إدراك لما ينبغي أن يقال أو يسكت عنه، وذلك يشمل الشئون المدنية والعسكرية، وهو معنى قوله تعالى: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به".

    أما قوله تعالى: "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم.."، فيشير إلى أن هناك أهل الرأي والاستنباط والاستنتاج الذين يقيسون الأمور بأشباهها ويدركون من القاعدة العامة الأفراد التي تندرج تحتها، فهؤلاء هم الذين ينبغي أن يتحدثوا عن الإسلام، أما أن يتحدث عن الإسلام من لا يعي القواعد العامة أو الخاص والعام والمطلق والمقيد والمتقدم والمتأخر وما إلى ذلك، فإن غير الفقيه لا يجوز أن يتجرأ على الفتوى.

    وأردف الشيخ الغزالي هذا التوضيح بالقول: اتباع الجهلة يؤدي إلى الضياع، وسؤال أهل العلم هو الذي ينير الطريق ويلقي شعاعا على الحقائق التي لا يعرفها قصار النظر.

    بعد تلك التغيرات والتوبيخات كان من الطبيعي أن يأتي الأمر بالقتال في قوله تعالى: "فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا"، ويؤكد الغزالي أن هذه الآية فيها أمر للنبي بأن يبدأ بنفسه وألا يضن بها على الحق، فهو يقاتل ويتقدم الصفوف وكان النبي كذلك، فكان إذا اشتبك المسلمون مع عدوهم كان صلى الله عليه وسلم أقرب الناس إلى العدو، وكانت حياته العسكرية تنبئ أنه كان نعم القائد والإنسان الشجاع الذي تعب لكي تستريح أمته وشقي من أجل أن تسعد.

    ويتابع الغزالي: ثم جاء الأمر بعد ذلك بأن يقوم النبي بتحريض المؤمنين على أن يتبعوه وأن يؤدوا ما عليهم في سبيل نصرة الدين، فإن الدين يمشي في طريق يكثر به القطاع ولصوص العقائد والقيم، فإذا لم نستعد للقتال ونحرض عليه الجماهير، ربما وقعت الأمة كلها ووقع دينها في حفر حفرها الشيطان وأتباعه، لذلك وجب القتال والاستعداد والتحريض عليه في شتى الأجيال.
    إبن الشاطئ
    إبن الشاطئ


    عدد المساهمات : 21
    تاريخ التسجيل : 31/10/2009

    الغزالي: افهموا القرآن أولا.. ثم فسروه!! Empty رد: الغزالي: افهموا القرآن أولا.. ثم فسروه!!

    مُساهمة  إبن الشاطئ الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 2:51 pm

    شكرا أخي أسامة على الموضوع القيم

    للعلامة وشيخنا الكبير محمد الغزالي رحمه الله
    L'albatros
    L'albatros
    Admin


    عدد المساهمات : 132
    تاريخ التسجيل : 27/10/2009

    الغزالي: افهموا القرآن أولا.. ثم فسروه!! Empty رد: الغزالي: افهموا القرآن أولا.. ثم فسروه!!

    مُساهمة  L'albatros الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 9:39 pm

    جزاك الله خيرا أخي اسامة على نقل تفسير الشيخ الغزالي رحمة الله عليه لهذه الآيات الكريمة

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 3:44 am