منتديات أنا جزائري

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى جزائري منوع يهتم بالقضايا الجزائرية وقضايا العالم العربي والاسلامي


    الكتاب الرقمي... مستقبل واعد للقراءة نهاية الملكية الفكرية وعصر الورق

    السوفي حمة
    السوفي حمة
    Admin


    عدد المساهمات : 66
    تاريخ التسجيل : 27/10/2009

    الكتاب الرقمي... مستقبل واعد للقراءة    نهاية الملكية الفكرية وعصر الورق Empty الكتاب الرقمي... مستقبل واعد للقراءة نهاية الملكية الفكرية وعصر الورق

    مُساهمة  السوفي حمة الجمعة أكتوبر 30, 2009 9:00 pm

    شبكة النبأ: بينما يقتنع الناشرون وبائعو الكتب بأن المزيد من الناس سيقرؤون الكتب إلكترونياً، إلا أنه ليس من الواضح تماماً على أي الأجهزة سيفعلون ذلك.

    وتأتي إلى السوق أجهزة قراءة إلكترونية جديدة شهرياً، ولكل منها أجهزتها, ونظامها التشغيلي، وصفقة توزيع المحتوى الخاصة بها. وهناك منافسة بين شركات الصناعة، ومزودي المحتوى، وصيغ الملفات.

    تمتلك ''أمازون'' الريادة على عدة جبهات. وستبيع 60 في المائة من أجهزة القراءة الإلكترونية الخاصة بها البالغ عددها ثلاثة ملايين جهاز المتوقع بيعها في الولايات المتحدة هذا العام، وذلك وفقاً لشركة فورستر للأبحاث Forrester Research، وتخفضّ أسعارها، وتوسع خط إنتاجها.

    غير أن هيمنتها تتعرض إلى التهديد من جانب خلية من الآلات الجديدة. ومن المتوقع أن تأخذ أجهزة قراءة سوني، ''بوكيت آند تاش ريدرز'' Pocket and Touch Readers 35 في المائة من السوق الأمريكية لهذا العام. ويطلق بائع أفضل الكتب، ''بارنيز آند نوبل'' Barnes & Noble جهازاً.

    ويمكن أن تكون للشركات الناشئة مثل ''إيريكس'' Irex, و''كولير'' Cool-er، أجهزة قراءة إلكترونية في السوق.

    كما أن توزيع المحتوى مقسم كذلك إلى قطاعات. وتبيع ''أمازون'' الكتب لصالح ''كيندليونلاين'' Kindleonline، وتشغل ''سوني'' متجر الكتب الإلكتروني eBook Store لمصلحة أجهزة القراءة الخاصة بها، ويبيع الموقع الإلكتروني ''بارنيز آند نوبل'' الكتب للاستخدام على أجهزة ''إيريكس''، وخلال فترة وجيزة لأجهزة القراءة الإلكترونية الخاصة به. وأعلنت ''جوجل'' عن متجر لبيع الكتب على الإنترنت خاص بها.

    على أية حال، تصبح ''أمازون'' معزولة حين يتعلق الأمر بصيغ الملفات. وتباع كتبها الإلكترونية على شكل ملفات أيه إم زد AMZ التي يمكن قراءتها على أجهزة ''كندل'' فقط. وتعمل معظم أجهزة القراءة الإلكترونية الأخرى على دعم معيار الصناعة لملفات صيغة إي بوب ePub, وبي دي إف PDF.

    ويبيع ''بارنيز آند نوبل'' الكتب بصيغة إي بوب، وتجعل ''جوجل'' قرابة مليون كتاب مصور متاحة بالصيغة ذاتها، وتخلت ''سوني'' أخيراً عن صيغة ملكيتها الخاصة لصالح الصيغة المذكورة.

    لكن في حقبة الأجهزة الجوالة متعددة الوظائف، فإن القارئ الإلكتروني يمكن أن يبرهن قريباً أنه عتيق الطراز.

    ويجري العمل حالياً على كمبيوترات ''تابليت'' التي تمكن قراءة الكتب الإلكترونية فضلاً عن استخدام التطبيقات الأخرى. ومن المتوقع أن تطلق ''أبل'' جهاز تابليت في العام المقبل، ليشمل جميع مزايا القارئ الإلكتروني.

    سواء كان ذلك لدعم الكتب بصيغ إي بوب أو بي دي إف بواسطة أجهزة الآي تونز الخاصة بها، ''فإن أبل ستصبح مشغلاً رئيسياً في سوق الكتب الإلكترونية خلال ليلة وضحاها''، حسبما تقول ساره روتمان إيبس من شركة فورستر. حتى إذا لم يدم جهاز القراءة الإلكتروني، ''فإن المستهلكين، وللمرة الأولى على الإطلاق، يبدأون في الاعتقاد بأن القراءة الرقمية يمكن أن تصبح تجربة ممتعة''. بحسب تقرير صحيفة الـ فاينانشال تايمز.

    حيث توجد المتعة، توجد الأرباح. وبالنسبة لعالم الكتب، فإن ذلك يعني أنه سيصبح من الشائع بشكل متزايد بالنسبة لمحبي القراءة أن يضطجعوا على أريكة وهم يحملون كتاباً إلكترونياً.

    اقتصاديات النشر التقليدي

    وصلت الطريقة الجديدة لقراءة الكتب على عجل. واستغلت تقنية جديدة، وعكست عادات الجمهور المتغيرة في الاستهلاك، وغيرت جذرياً توزيع واقتصاديات صناعة النشر التقليدية.

    مثلت الكتب ثورة مخيفة بالنسبة لصناعة الكتب في ثلاثينيات القرن الماضي. وأخذت المنتجات الثقافية إلى جمهور أوسع نطاقاً بكثير.

    ولكن الناشرين الراسخين كرهوها، لخشيتهم من أنها ستبخس قيمة الصناعة، وتخفضّ الأرباح. وربما لم تتم مهاجمتها – كما تمت مهاجمة سلفها، الرواية شكل الكتيب في أربعينيات القرن التاسع عشر- بصفتها تهديداً ''لإدراك الجيل الناهض''، ومع ذلك, فإن لهذا الابتكار كثيرا من الصفات المشتركة مع الكيفية التي ينظر بها إلى ظهور الكتاب الإلكتروني.

    في معرض فرانكفورت للكتاب، كان الحديث برمته يدور حول تأثير الكتاب الإلكتروني، مع عدد كبير من الجلسات والندوات المخصصة لمناقشة تأثيرات أجهزة القرءاة الإلكترونية مثل ''كيندل'' Kindle من إنتاج شركة أمازون Amazon, و''سوني ريدر'' Sony Reader من إنتاج شركة سوني Sony والموضوع الساخن الآخر هو عملية التحويل الرقمي للكتب التي تنفذها شركة جوجل، حيث تم لغاية الآن تحويل نحو عشرة ملايين كتاب، بما فيها نحو تسعة ملايين كتاب ما زالت مشمولة بحماية حق المؤلف.

    يعد مشروع كتب جوجل ''جوجل بوكس'' Google Books أول محاولة مثيرة للجدل لجمع المعارف الجماعية للكوكب في حيز (فضائي) واحد، منذ أن تم تأسيس مكتبة الإسكندرية في القرن الثالث قبل الميلاد، ويشمل كذلك خططاً للسماح للناس بشراء الكتب التي انتهت نسخها المطبوعة من السوق من آلات إسبريسو للطباعة والتغليف Espresso printing (آلة تم إطلاقها في عام 2006، وتتميز بحجمها الكبيرة كأنها ناسخة، ولكنها تطبع الكتب فورياً بحسب الطلب خلال دقائق معدودة).

    أعطى الإنترنت فعلياً نموذج توزيع التجزئة لصناعة الكتب التعليمية والاستهلاكية البالغ قيمته 114 مليار دولار (77 مليار يورو، 70 مليار جنيه إسترليني)، طعنة كبيرة في الظهر، وجعلت ''أمازون'' قوة يخشى الناشرون انتقادها علناً.

    والآن، فإن الأجهزة التي تحمل باليد – سواء كانت ''كندل'' أو ''آي فون'' من إنتاج شركة أبل – إلى جانب تراجع مفهوم الملكية الفكرية، وآفاق طبع الكتب خلال خمس دقائق على آلات إسبريسو، تبدو للناشرين وكأنها بندقية في الظهر.

    في المقابل، كانت الكتب بمثابة وخزة دبوس لصناعة لم تشهد كثيرا من التغيرات منذ أن استبدل يوحنا جوتنبيرغ قرون النسخ اليدوي على رقع جلود الحيوانات والذي كان ينجزه الرهبان الصبورون، باستخدام ما كان على الأرجح آلة لعصر النبيذ تم تحويلها لإنتاج أول إنجيل مطبوع في نحو عام 1450.

    وكان أحد الدروس الأولى هو أنه لكي تدفع آلات الطباعة مقابل تشغليها وكادرها الوظيفي، فإنها كانت بحاجة إلى مجموعة منفصلة – ناشرين – لضمان طباعة الموضوع المناسب، والوصول إلى الجمهور الصحيح، والثري على نحو كافٍ.

    وبدت ثورة النشر التالية للأنظمة الحاكمة في الكنيسة والدولة بواسطة أشخاص مثل ويليام كاكستون الذي قام بترجمة مقاطع من الكتاب المقدس إلى لغة يستطيع أي شخص ليس لديه تعليم عالٍ أن يفهمها، وكأنها تحد خطير لسلطتهم.

    وفي القرن الحادي والعشرين، سيدعوها المستشارون الإداريون إلى التخلي عن وساطة رجال الدين. وأما في القرن السادس عشر، فقد وصفها معذبو ماري تودر بالهرطقة.

    بناءً عليه، حين يمشون بين الممرات العصرية لفرانكفورت، فإن مجموعة كاردينالات صناعة الكتب يبحثون عن أفضل وسيلة لعقد صفقات مع المسؤولين عن النشرات التي تعرضها ''أمازون'' و''جوجل''، وربما كذلك استغلال آلات الطباعة الجديدة التي تصنع الكتاب في وقت أقل مما كان يستغرق جوتنبيرغ لإعداد صف المعدن.

    وفي دراسة، يشير بنديكت إيفانز، من شركة إندرز للتحليل Enders Analysis،إلى أن التهديد الأشد تمثله ''أمازون'' و''جوجل''، حيث تسعى إحداهما إلى الهيمنة على سوق المبيعات المستقبلية، وتحاول الأخرى استغلال الأرشيف العالمي من ناحية مالية.

    يكتب إيفانز قائلاً: ''تتحرك صناعة نشر الكتب من الحركة البطيئة، والمحلية، والمبهمة، وبأعداد صغيرة من البائعين، وعالم غير تجاري بدرجة عالية في الغالب، إلى عالم مفتوح، وعالمي، وذي سيولة عالية، وسلعي إلى درجة كبيرة''،

    وأضاف بسخرية فجة قائلاً: ''إنه ليس تحولا نربطه على الفور بتحقيق أرباح عالية بالنسبة لأصحاب العمل''.

    وفقاً لشركة بي دبليو سي PwC، فإن مبيعات الكتب الرقمية التي يتم تنزيلها وصلت إلى 1.1 مليار دولار في عام 2008، أو 0.9 في المائة من الإجمالي. وكانت تنمو بمعدلات تبلغ عدة مئات في المائة سنوياً في بضع أسواق، مثل الولايات المتحدة، واليابان، وكوريا الجنوبية، والمملكة المتحدة، حيث لها سيطرة هناك، حسبما تقول شركة نيلسن بوكسان Nielsen Bookscan، وجهات أخرى لديها الإحصائيات.

    كانت القاعدة متدنية للغاية، على أية حال، حيث بالكاد كانت الأرقام مهمة. وفي الولايات المتحدة، كانت المبيعات الرقمية تشكل نسبة 2 في المائة من سوق البيع التي تبلغ قيمتها 17 مليار دولار.

    وفي المملكة المتحدة، قالت شركة واترستون Waterstones، وهي قسم من مجموعة إتش إم في HMV الذي يسيطر على الكتب الرقمية، إنها كانت تبيع في الشهر الماضي كتاباً كل دقيقتين، وهو أمر يبدو مذهلاً – فيما عدا أنه يماثل 262.800 سنوياً، أو نسبة 0.13 في المائة من جميع الكتب المباعة في المملكة المتحدة عام 2008.

    إن حجم السوق ليس كبيراً للغاية بحيث تجبر الناشرين على مواجهة مخاوفهم الكبيرة، ليس بعد على أية حال.

    يقول أرنود نوري، الرئيس التنفيذي لشركة هاشيت ليفر Hachette Livre، أحد أكبر ناشري الكتب في العالم، إن الأجهزة مثل ''كيندل 2 '' التي أطلقتها شركة أمازون على الصعيد الدولي قبل معرض فرانكفورت تماماً بسعر 270 دولاراً، لم تأخذ صيغة السوق الشاملة بعد.

    ويقول نوري: ''إنها أجهزة للطبقة العليا، وللأشخاص فوق سن 45 عاماً، والقراء الكبار، والمسافرين الكبار، والمتبنين الأوائل. ولا تشكل نسبة 25 في المائة من السوق. وإن أساس السوق هم أشخاص يشترون ما بين ثلاثة إلى ستة كتب سنوياً. ولا يمكنك شراء آلة لهذا الغرض، وبالتأكيد ليس بسعر 300 دولار''.

    رغم ذلك، هناك شيء ما إزاء الكتاب يثير المشاعر، ولا يمكن لجهاز إلكتروني أن يضاهيه. ويقول جون ماكينسون، الرئيس التنفيذي لشركة بنغوين Penguin، ذراع النشر الاستهلاكي لشركة بيرسون Pearson, الناشر المالك لـ''فاينانشال تايمز'' Financial Times إن: ''هناك مقارنة قوية تماماً بين الكتاب وألبوم التسجيلات الصوتية. وبإمكانك تكوين علاقة مع أسطوانات التسجيلات، وكنت شخصياً أحب أسطواناتي: ربما كان الأمر متعلقاً بصورة الغلاف، لا أعرف تحديداً، ولكنك لن تستطيع أن تشعر بتلك الطريقة على الإطلاق إزاء القرص المدمج، هل تستطيع؟''.

    لا يتفق الجميع على ذلك. ويقول بول لي من الممارسة الإعلامية في شركة ديلويت Deloitte : ''سيكون هناك على الدوام قطاع من المجتمع ممن يفضل الصيغة الرقمية لأنها ذكية وبراقة. فعلى سبيل المثال، توجد في بعض الأسواق، مثل سوق كوريا الجنوبية، ثقافة التجديد المستمر''.

    إن ذلك أحد أسباب وجود أكبر أسواق للكتب الإلكترونية الاستهلاكية في اليابان، وكوريا الجنوبية: 251 مليون دولار، و227 مليون دولار على التوالي.

    وإذا أضفنا كتب المقررات على أية حال، حيث الشركات مثل ''بيرسون''، و''ماكغروهيل''، لديها حصص سوقية كبيرة، فإن الولايات المتحدة تتجاوز تلك البلدان بحدة، إلى ما مجموعه 522 مليون دولار، في حين يبلغ إجمالي البلدان الآسيوية 265 مليون دولار، و229 مليون دولار على التوالي. وتحتل سوق المملكة المتحدة المرتبة الرابعة، حيث تبلغ قيمتها عشرة ملايين دولار فقط.

    بشكل إجمالي، يتوقع التنفيذيون والمحللون في الصناعة أن تصل الكتب الرقمية إلى ما بين 20 إلى 25 في المائة من السوق خلال العقد المقبل، بينما ينتظر الناشرون ''لحظة الإيبود'' الخاصة بهم، ظهور جهاز يعطي التجسيد الرقمي للكلمة المكتوبة بالزخم البركاني ذاته الذي غير الاستهلاك، وبشكل متأصل قطاع الموسيقى.

    وجرى التبشير بقدوم جهاز ''كندل'' من شركة أمازون، والقارئ الإلكتروني ''إي ريدر'' eReader، والآن ''كندل2''. وتم ذكر جهاز ''تابليت'' Tablet من إنتاج أبل، والذي ما زال الغموض يحيط به بشكل كبير.

    ولكن هناك عديد من الشكوك، ليس أقلها لأن المستهلكين طالما اعتادوا على شراء الأجهزة الإلكترونية لتشغيل الموسيقى، ولكن ليس الكتب. وكذلك، فإن المطالب على الأجهزة التي تعمل بالبطارية تعني أن هذه الأجهزة لا يمكن أن تعمل بالألوان.

    لدى ''أمازون'' نحو 350 ألف كتاب إلكتروني لجهاز ''كندل'' في الولايات المتحدة، ولدى ''سوني'' مائة ألف لقارئها الإلكتروني، الأمر الذي يعطيهما قبضة محتملة على قوة التسعير. وأما الناشرون، فإنهم قلقون إزاء الأمر، ولكن حسبما يقول ماكينسون: ''على صعيد واحد، فإنها ليست قضية: نحن نبيع كتاباً رقمياً إلى أمازون بالسعر ذاته الذي نبيع به الكتب الفعلية. ثم يختارون أن يبيعوا بسعر 9.99 دولار.

    وباعتراف الجميع، فإن الأمر يسبب توقعات بأن يكون الكتاب الإلكتروني أرخص ثمناً من الكتب الورقية''. ولكن يدرك التنفيذيون في صناعة النشر أن الأمر ليس مستداماً.

    ويجادل أحد كبار الشخصيات في الصناعة بقوله: ''إن شركة أمازون تخسر الأموال، ولن تستمر في ذلك إلى الأبد''.

    يقول ريتشارد شاركين من شركة بلومسبوري Bloomsbury، إن ذلك هو سبب رغبة الناشرين في رؤية شركات الصناعة الأخرى تدخل سوق الأجهزة. ويضيف: ''إننا في غاية الحماس لكي يكون لدينا عدد كبير من القنوات والنماذج''.

    إذا كانت هنالك مخاوف غير ظاهرة بشأن التسعير، فإن مشروع كتب جوجل ''جوجل بوكس'' أثار الفزع الدفاعي بالطريقة ذاتها التي أثارها التنزيل غير القانوني للموسيقى. ويقول ماكينسون بحسب نقل الـ فايننشال تايمز: ''إن القرصنة ليست المجال الوحيد الذي نواصل النقاش فيه.

    ويتعلق الأمر على نحو أكبر بنموذج المشاركة بالملفات المشروع، وتحديداً جوجل التي واجهت العواقب ذاتها فيما يتعلق بالتوزيع المتاح مجاناً للمواد المشمولة بحماية حق المؤلف''.

    باختصار، كيف يمكن للناشر أن يبرر تقاضي 5.99 جنيه استرليني مقابل نسخة رواية جين أوستن، ''حب وتحيز Pride and Prejudice''، بينما يمكن تنزيلها مجاناً من ''جوجل بوكس'' ؟ والجواب حسبما يقول الناشرون، بإمكانك ذلك – طالما بدت الكتب بحالة جيدة، وتقدم مزايا إضافية مثل المقدمات التي يكتبها المحررون، والهوامش والتوضيحات.

    والنسخ الرقمية أرخص ثمناً بنحو 20 في المائة عند إنتاجها لأن هناك توفيرات في حجم الورق، والطباعة، والتخزين، والنقل. والمعضلة هي كم يمكن الاحتفاظ من تلك التوفيرات، وكم يجب إعطاء المؤلف والزبون.

    مثل تلك القضايا تؤكد فقط عدم كفاءة نموذج النشر التقليدي، حيث يجادل المحللون بالقول إنه بمثابة صرخة من أجل التغيير الذي بإمكان التقنية الجديدة أن تجلبه.

    ويشير كريستوفر بيلنبيرغ، وهو مستشار قدم المشورة لناشرين بأسماء راسخة في المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، إلى أن خصائص النظام الذي يدفع فيه الناشرون ''ما يمثل في الغالب سلفاً كبيرة للغاية، ومن ثم الانتظار لفترة طويلة من الوقت يتم خلالها كتابة الكتاب، وتحريره، وطباعته، وتوزيعه، قبل استعادة أية أرباح''.

    يضيف قائلاً: ''إنه طاغوت، وغير متجاوب إلى حد كبير، ولكن بوجود تقنية جديدة (مثل آلة إسبريسو)، فإن هناك مكاسب مهمة للغاية يمكن الحصول عليها، وعلى الأخص في رأس المال العامل، والذمم المدينة، والمخزون''.

    كانت تلك الفئة الأخيرة بمثابة الموت المحتم لبائعي الكتب. وفي عام 1999 تم تدمير ''دورلينغ كندرسلي'' Dorling Kindersley، التي تشكل الآن جزءاً من ''بنغوين''، كشركة طباعة مستقلة حين طبعت 14 مليون نسخة من كتاب ''حروب النجوم Star Wars'' الذي لم يبع منه سوى ثلاثة ملايين نسخة.

    على نحو علني، فإن أولئك الذي يدورون في شتى أرجاء معرض كتاب فرانكفورت يقولون إن الكتاب الرقمي سيفسح المجال أمام الناشرين للاختبار – اختبار الطلب العام على مصنف بطريقة يمكن أن تنفخ الحياة من جديد، بالنسبة لقصص النجاح، في مبيعات منتجاتهم الرقمية. وفي السر، فإنهم يدعون ألا يخنقها.الكتاب الرقمي... مستقبل واعد للقراءة    نهاية الملكية الفكرية وعصر الورق 226

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 10:52 pm