أصدر العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز الأحد 4-10-2009 أمرا ملكيا بإعفاء الشيخ "سعد بن ناصر الشثري" من عمله في هيئة كبار العلماء والعضو المتفرغ في اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى المتفرعة من الهيئة. وينهي هذا الأمر الملكي تضاربا في الأنباء بدأ منذ منتصف ليلة السبت 3-10-2009 حول ما إذا كان الشيخ الشثري قد استقال أو أعفي من منصبه، على خلفية الانتقادات اللاذعة التي نالته بعد تصريحاته بشأن الاختلاط في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، وهناك من قال إن الشيخ الشثري استدعي وأبلغ بقرار إعفائه من منصبه.
وجاء في الأمر الملكي الذي صدر مقتضبا دون أي إثناء على جهود الشيخ الشثري خلال فترة عمله في هيئة العلماء التي دامت عدة سنوات بخلاف المعتاد في مثل هذه الأحوال: "يُعفى الشيخ الدكتور سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري عضو هيئة كبار العلماء والعضو المتفرغ في اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء المتفرعة من الهيئة من عمله".
وينص الأمر الملكي، الذي بثته وكالة الأنباء السعودية وأذاعه التليفزيون السعودي، على تبليغ ذلك للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه.
تجاهل إعلامي سعودي
وخلت معظم الصحف السعودية الصادرة اليوم الإثنين 5-10-2009 من أي مقالات أو آراء تعلق على خبر إعفاء الشثري، واكتفت هذه الصحف بتناول الخبر بشكل مقتضب و"موحد الصياغة"، كما نقلته وكالة الأنباء السعودية ومنها صحف: الرياض وعكاظ واليوم.
ولم يشذ عن هذا سوى جريدة الوطن التي نشرت أيضا الخبر بنفس صياغة مثيلاتها من الصحف، لكنها تضمنت مقالا لأحد كتابها علق فيها بشكل "غير مباشر" على خبر إعفاء الشيخ الشثري، حيث كتب "سعود بن منصور بن سعود بن عبد العزيز" في مقال بعنوان "نهاية الوصاية" يقول: "لكل إنسان (ولي أمر) وصيًّا عليه، ومسؤولاً كامل المسؤولية عنه أمام الله ثم أمام مجتمعه.. ما لم يأت من كان تحت الوصاية بـ"حرام" أو كبيرة!!".
وأضاف قائلا: "جميعنا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وجميعنا عون لذلك ولكن ليس من المعقول أن نفرض وصايتنا!... حتى مناصحة (ولاة أمورنا) يجب أن تكون بعيدا عن الإعلام والعوام كما كان يفعل الشيخان ابن باز وابن عثيمين - رحمهما الله - لعدم دعم الفوضى وإثارة القلق واللغط.. واحتراما للمقام الكريم...".
أما صحيفة "المدينة"، وهي الصحيفة السعودية الوحيدة التي لم تنخرط في حملة الهجوم على الشثري، فلم تنشر خبر صدور أمر ملكي بإعفاء الشهري، واكتفت بنشر الأنباء التي ترددت أمس حول استقالة الشثري من منصبه وفقا لطلبه.
المواقع الإسلامية الخاصة التي يشرف عليها عدد من شيوخ وعلماء المملكة لم تعقب هي الأخرى على خبر إعفاء الشثري من منصبه، واكتفت بنشر الخبر مقتضبا، ومنها "موقع المسلم" الذي يشرف عليه الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر، و موقع "الإسلام اليوم" الذي يشرف عليه الشيخ الدكتور "سلمان بن فهد العودة".
وإن كان الشيخ العمر قد شارك في الدفاع عن الشثري في مقال له سابق نشر بتاريخ 12-10-2009، وحمل عنوان "أوردها سعد.. وسعد مكتمل"، فإن الشيخ العودة لم يكتب أي رأي في هذه القضية سواء مدافعا أو مهاجما، وإن كان موقعه قد تضمن مقالات تصب في صف الشيخ الشثري.
أما موقع الشيخ عبد العزيز بن فوزان الفوزان فقد تجاهل نشر الخبر تماما.
يشار إلى أن الشيخ الشثري لم يظهر في برنامج "الجواب الكافي" الذي بثته قناة "المجد" بعد صلاة مغرب أمس الأحد، وذلك خلافا لما أعلنه مقدم البرنامج يوم الخميس الماضي 1-10-2009 بأنه سيستضيفه في الحلقة ليرد على منتقديه، وقالت مصادر صحافية إنه اعتذر عن عدم الظهور بعد ساعات قليلة من إعفائه من منصبه.
حملة انتقادات
وكان الشيخ الشثري قد تعرض لحملة انتقادات واسعة من قبل كتاب وصحفيين سعوديين استمرت 3 أيام، وشملت أكثر من 32 مقالا صحفيا، وجاءت إثر مناشدة الشيخ الشثري العاهل السعودي منع سياسة الاختلاط التي تنتهجها الجامعة، مطالبا في معرض رده على سؤال لأحد مشاهدي برنامج "الجواب الكافي" في قناة "المجد" الفضائية يوم 27-9-2009، مسئولي الجامعة التحرك لوقف الاختلاط وفصل الجنسين في كل مرافق الجامعة؛ وهو ما فسره بعض الكتاب والصحفيين على أنه رفض من جانب الشيخ للتطور العلمي في المملكة.
لكن الشيخ الشثري أكد أن ما نسب إليه غير دقيق، وأن الذين انتقدوه لم يعتمدوا على نص مقابلته مع قناة "المجد"، وإنما على مصادر غير موثوق فيها، معبرا في رد أرسله للصحف والمواقع الإلكترونية عن إيمانه "بعظم دور هذه الجامعة، وعظم الأهداف التي أنشئت لأجلها"، وأشار إلى أنه نبه في حديثه على "عدم الالتفات لمثل هذه الشائعات التي يراد منها تزهيد الناس فيما يؤمل أن تحققه الجامعة من تحويلنا إلى مصدرين للعلم بدل كوننا مجرد مستوردين له".
الشيخ الشثري
يشار إلى أن الشيخ سعد الشثري ولد في الرياض وأكمل فيها مراحل تعليمه؛ حيث تخرج في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، ثم عين معيدا فيها، وحصل على ماجستير علم الأصول في رسالة أعدها بعنوان: "التفريق بين الأصول والفروع"، ثم حصل على الدكتوراه في علم الأصول أيضا في رسالة بعنوان: "القطع والظن عند الأصوليين".
واختير الشثري في عام 2003 عضوا في هيئة كبار العلماء، وكان أصغر أعضائها، وظل يعمل إلى جانب ذلك كعضو في هيئة تدريس كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود يدرس مقررات مقاصد الشريعة والقواعد الفقهية وأصول الفقه.
وله العديد من الأبحاث الشرعية أبرزها: "عقد الإجارة المنتهي بالتمليك" الذي قدّم له الشيخ "عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين" رحمه الله، وكذلك مشاركات إعلامية؛ كمشاركته في إذاعة القرآن الكريم وبعض القنوات الإسلامية، وله موقع إلكتروني على الشبكة يتواصل من خلاله مع الناس.
وتشكلت هيئة كبار العلماء بموجب مرسوم ملكي صدر في 1971م، وتتكون من عدد من كبار المختصين في الشريعة الإسلامية من السعوديين، ويجري اختيارهم بأمر ملكي، وتتولى الهيئة إبداء الرأي فيما يحال إليها من ولي الأمر من أجل بحثه، وتكوين الرأي المستند إلى الأدلة الشرعية فيه، كما تقوم بالتوصية في القضايا الدينية المتعلقة بتقرير أحكام عامة ليسترشد بها ولي الأمر.
وجاء في الأمر الملكي الذي صدر مقتضبا دون أي إثناء على جهود الشيخ الشثري خلال فترة عمله في هيئة العلماء التي دامت عدة سنوات بخلاف المعتاد في مثل هذه الأحوال: "يُعفى الشيخ الدكتور سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري عضو هيئة كبار العلماء والعضو المتفرغ في اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء المتفرعة من الهيئة من عمله".
وينص الأمر الملكي، الذي بثته وكالة الأنباء السعودية وأذاعه التليفزيون السعودي، على تبليغ ذلك للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه.
تجاهل إعلامي سعودي
وخلت معظم الصحف السعودية الصادرة اليوم الإثنين 5-10-2009 من أي مقالات أو آراء تعلق على خبر إعفاء الشثري، واكتفت هذه الصحف بتناول الخبر بشكل مقتضب و"موحد الصياغة"، كما نقلته وكالة الأنباء السعودية ومنها صحف: الرياض وعكاظ واليوم.
ولم يشذ عن هذا سوى جريدة الوطن التي نشرت أيضا الخبر بنفس صياغة مثيلاتها من الصحف، لكنها تضمنت مقالا لأحد كتابها علق فيها بشكل "غير مباشر" على خبر إعفاء الشيخ الشثري، حيث كتب "سعود بن منصور بن سعود بن عبد العزيز" في مقال بعنوان "نهاية الوصاية" يقول: "لكل إنسان (ولي أمر) وصيًّا عليه، ومسؤولاً كامل المسؤولية عنه أمام الله ثم أمام مجتمعه.. ما لم يأت من كان تحت الوصاية بـ"حرام" أو كبيرة!!".
وأضاف قائلا: "جميعنا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وجميعنا عون لذلك ولكن ليس من المعقول أن نفرض وصايتنا!... حتى مناصحة (ولاة أمورنا) يجب أن تكون بعيدا عن الإعلام والعوام كما كان يفعل الشيخان ابن باز وابن عثيمين - رحمهما الله - لعدم دعم الفوضى وإثارة القلق واللغط.. واحتراما للمقام الكريم...".
أما صحيفة "المدينة"، وهي الصحيفة السعودية الوحيدة التي لم تنخرط في حملة الهجوم على الشثري، فلم تنشر خبر صدور أمر ملكي بإعفاء الشهري، واكتفت بنشر الأنباء التي ترددت أمس حول استقالة الشثري من منصبه وفقا لطلبه.
المواقع الإسلامية الخاصة التي يشرف عليها عدد من شيوخ وعلماء المملكة لم تعقب هي الأخرى على خبر إعفاء الشثري من منصبه، واكتفت بنشر الخبر مقتضبا، ومنها "موقع المسلم" الذي يشرف عليه الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر، و موقع "الإسلام اليوم" الذي يشرف عليه الشيخ الدكتور "سلمان بن فهد العودة".
وإن كان الشيخ العمر قد شارك في الدفاع عن الشثري في مقال له سابق نشر بتاريخ 12-10-2009، وحمل عنوان "أوردها سعد.. وسعد مكتمل"، فإن الشيخ العودة لم يكتب أي رأي في هذه القضية سواء مدافعا أو مهاجما، وإن كان موقعه قد تضمن مقالات تصب في صف الشيخ الشثري.
أما موقع الشيخ عبد العزيز بن فوزان الفوزان فقد تجاهل نشر الخبر تماما.
يشار إلى أن الشيخ الشثري لم يظهر في برنامج "الجواب الكافي" الذي بثته قناة "المجد" بعد صلاة مغرب أمس الأحد، وذلك خلافا لما أعلنه مقدم البرنامج يوم الخميس الماضي 1-10-2009 بأنه سيستضيفه في الحلقة ليرد على منتقديه، وقالت مصادر صحافية إنه اعتذر عن عدم الظهور بعد ساعات قليلة من إعفائه من منصبه.
حملة انتقادات
وكان الشيخ الشثري قد تعرض لحملة انتقادات واسعة من قبل كتاب وصحفيين سعوديين استمرت 3 أيام، وشملت أكثر من 32 مقالا صحفيا، وجاءت إثر مناشدة الشيخ الشثري العاهل السعودي منع سياسة الاختلاط التي تنتهجها الجامعة، مطالبا في معرض رده على سؤال لأحد مشاهدي برنامج "الجواب الكافي" في قناة "المجد" الفضائية يوم 27-9-2009، مسئولي الجامعة التحرك لوقف الاختلاط وفصل الجنسين في كل مرافق الجامعة؛ وهو ما فسره بعض الكتاب والصحفيين على أنه رفض من جانب الشيخ للتطور العلمي في المملكة.
لكن الشيخ الشثري أكد أن ما نسب إليه غير دقيق، وأن الذين انتقدوه لم يعتمدوا على نص مقابلته مع قناة "المجد"، وإنما على مصادر غير موثوق فيها، معبرا في رد أرسله للصحف والمواقع الإلكترونية عن إيمانه "بعظم دور هذه الجامعة، وعظم الأهداف التي أنشئت لأجلها"، وأشار إلى أنه نبه في حديثه على "عدم الالتفات لمثل هذه الشائعات التي يراد منها تزهيد الناس فيما يؤمل أن تحققه الجامعة من تحويلنا إلى مصدرين للعلم بدل كوننا مجرد مستوردين له".
الشيخ الشثري
يشار إلى أن الشيخ سعد الشثري ولد في الرياض وأكمل فيها مراحل تعليمه؛ حيث تخرج في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، ثم عين معيدا فيها، وحصل على ماجستير علم الأصول في رسالة أعدها بعنوان: "التفريق بين الأصول والفروع"، ثم حصل على الدكتوراه في علم الأصول أيضا في رسالة بعنوان: "القطع والظن عند الأصوليين".
واختير الشثري في عام 2003 عضوا في هيئة كبار العلماء، وكان أصغر أعضائها، وظل يعمل إلى جانب ذلك كعضو في هيئة تدريس كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود يدرس مقررات مقاصد الشريعة والقواعد الفقهية وأصول الفقه.
وله العديد من الأبحاث الشرعية أبرزها: "عقد الإجارة المنتهي بالتمليك" الذي قدّم له الشيخ "عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين" رحمه الله، وكذلك مشاركات إعلامية؛ كمشاركته في إذاعة القرآن الكريم وبعض القنوات الإسلامية، وله موقع إلكتروني على الشبكة يتواصل من خلاله مع الناس.
وتشكلت هيئة كبار العلماء بموجب مرسوم ملكي صدر في 1971م، وتتكون من عدد من كبار المختصين في الشريعة الإسلامية من السعوديين، ويجري اختيارهم بأمر ملكي، وتتولى الهيئة إبداء الرأي فيما يحال إليها من ولي الأمر من أجل بحثه، وتكوين الرأي المستند إلى الأدلة الشرعية فيه، كما تقوم بالتوصية في القضايا الدينية المتعلقة بتقرير أحكام عامة ليسترشد بها ولي الأمر.
