الراقصون علي جراح المصريين .. كفاية
ملخص لن أتحدث عن مباراة أقيمت يوم الثامن عشر من نوفمبر لأنها لا تمت لكرة القدم بصلة، بل سأتكلم بلسان كل مصري أحس في تلك الليلة أنه يهان
كتب - وائل منتصر:
حقيقة .. لا أدري من أين أبدأ ولا من أين أتكلم حتى أعبر عن ما بداخلي من حرقة وحزن وبوادر موت بطيء وغضب لكل من أصاب الشعب المصري بالكآبة، وأبكي أسر بأكملها في ليلة تعد من أطول وأقسى الليالي التي عشتها في حياتي.
لن أتحدث عن مباراة أقيمت يوم الثامن عشر من نوفمبر لأنها لا تمت لكرة القدم بصلة، بل سأتكلم بلسان كل مصري أحس في تلك الليلة أنه يهان من أُناس لا يستحقون إلا كل احتقار لأنهم لا يعرفون أي معني من معاني الإنسانية.
بعدما حدث في السودان من انحطاط وتدبير جزائري رسمي، أصبح الأمر في غاية الخطورة ولا يمكن أن يستوعبه عقل بعد أن استمر التاريخ يكتب صفحات جديدة من التاريخ الأسود للجزائريين المكروهين من دول العالم وبشهادة فرنسية وإسبانية وعربية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: من هي الجزائر علي خريطة العالم؟؟ ما هي انجازاتها؟ وماذا حققت لخدمة البشرية سوي التكسير والتحطيم والإرهاب والسباب وكل ما يتخيله عقل من بذاءات وقلة حياء وعرض أسوأ الصور للعرب أمام العالم .. فما هي الجزائر حتى يقود مسئولوها هذا الانحطاط الأخلاقي؟
أستاذي العزيز إبراهيم حجازي قالها، وسأرددها مجددا لمن لم يسمع، فالجزائري الآن في نظر نسبة كبيرة جدا يأبى الذباب أن يقف علي وجهه، وتلك حقيقة .. الجزائري لا يحب أن يتكلم سوي بالقتل والذبح والسباب ولن اقبل أن يقول لي أحد إننا أخوة .. فإذا كان أخي بتلك الأخلاق فأنا في غني عن تلك الأخوة.
ومن جهتنا كمصريين، أحب أن أوجه كلماتي إلى الراقصين علي جراح ومشاعر الشعب المصري العاطفي بطبعه، فالمصري مهما حدث لا يؤمن سوي بتشجيع الكرة وحتى إن حدث وتطاول فانه ينسي ولو بعد حين.
لم يدر بذهني يوما ما وقبل المباراة الفاصلة المشئومة، أن أحداً من مسئولينا لم يعرف أو يتخيل ما سيحدث في السودان – المحدودة الإمكانيات أمنياً – ولن أصدق أي لسان يتكلم ويقول إن ما حدث من ترتيب جزائري لم يجل في خاطر أو مخيلة أي منظم لرحلات جمهور مصر.
الصورة كانت أبشع مما سمعه الجميع عبر شاشات التليفزيون ومكالمات التليفون، شعب – وأقول شعب كامل وليس جمهور - تم ترويعه لمجرد مباراة كرة قدم، وكل بيت له فرد في تلك المجزرة ظل مستيقظاً للصباح حتى يعود أبناؤه من "الجبهة"، ناهيك عن المصريين العاملين في تلك البلد غير الأمينة على أرواح البشر.
الشعب المصري لا يستحق تلك المهانة مهما قيل ويقال، فإذا كانوا يتحدثون هناك عن مقتل سبعة أو ثمانية أفراد من جماهيرهم التي جاءت للقاهرة بسبب شائعة أطلقها إناس مختلون عقليا، فالآن ذبح 80 مليون مصري في كرامتهم ومشاعرهم .. فماذا انتم فاعلون يا من كنتم تدافعون عن حق مصر؟
تحدثت إلي احد أصدقائي في تونس قبيل تحديد مكان المباراة الفاصلة وسألته "هل تتمني أن تقام تلك المباراة في تونس؟" رد قائلا "بالطبع لا .. بل إن السلطات التونسية لن تقبل إقامتها في تونس لأن الجمهور الجزائري معروف بهمجيته" .. ولا تعليق.
أنا لا أحمل الجزائر المسئولية كاملة، ولكن هناك جانب مصري يجب أن يدفع بعضاً من ثمن دموع الأسر المصرية، لأن البعض أغمض عينيه عن أصحاب الأصوات العالية والسبب الرئيسي في حالة الاحتقان المميتة التي وصلنا إليها حاليا من الجانبين.
وهناك مثال بسيط، إذا كنت في الشارع وقام احد المختلين عقليا بسبك دون سبب، فهل سترد عليه أو تتشاجر معه؟ بالطبع لا .. ستتركه إلى حال سبيله .. وهذا ما لم يحدث حينما كتبت الصحافة الصفراء الجزائرية أخباراً وعبارات تعبر عنهم، حيث قام البعض بالرد عليهم واستغلال حالة الغليان التي تملأ الشارع المصري.
عمرو أديب ومدحت شلبي واحمد شوبير وغيرهم كثيرون، قاموا بعمليات إشعال غير مبررة استغلها الجانب الآخر أحسن استغلال، وبالطبع ردت العقول المحدودة التفكير الجزائرية بجميع انتماءاتها قيادة وحكومة وشعبا وقاموا بإعداد العدة لمواجهة العدو القادم على حد وصفهم.
كيف تكون الرسالة الإعلامية هي "التسخين" وإشعال الموقف والمطالبة بالرد؟ وبالعربي .. كيف تقارن عقلك كإعلامي بعقل مشجع كرة وتقوم بالرد عليه في برامجك من أجل زيادة عدد المشاهدين والرقص على جثث المصريين .. حقيقة لا أجد إجابة.
وليعلم الجميع .. إن الوضع الآن في تونس أيضا هو الوضع نفسه في الجزائر بعد إحدى الحلقات التي تحدث خلالها أديب قائلا إنه لا يشجع سوى منتخب مصر، ولا يحب جزائر ولا تونس ولا مغرب ولا غيرهم ولا يشجعهم على طول الخط.
من حقك أن تشجع من تريد وتتجنب من تريد، ولكن ليس من حقك كإعلامي وصاحب برنامج يحقق نسبة مشاهدة عالية في الوطن العربي أن تقول هذا الكلام، وأنا شخصيا غير متعجب .. فقد تهجمت على منتخب بلادك من قبل واتهمت لاعبيه باقظع الاتهامات فليس مستغربا أن تقوم بذلك.
ما معني أن يقوم إعلامي كبير بإذاعة لقطات لفرد أو جماعة تقوم بسب مصر أو حرق علمها أو تهديد الجمهور المصري إلا إذا كان هذا الإعلامي يريد أن يكون لهؤلاء الرعاع قيمة، فأصبحت تلك هي اللغة الموجهة من هؤلاء طالما إعلامنا انزلق وراء تلك التفاهات فقالوا هل من مزيد.
ومن جهة المسئولين عن الكرة المصرية الذين ظلوا يسيرون بالبركة واقتنعوا أن البركة ستظل حاضرة طالما هذا الشعب الغلبان يدعو الله علي طول الخط، لا تخطيط ولا تنظيم ولا إعداد للعدة أو دراسة الحسابات القائمة وما يمكن حدوثه ولا أي نوع من أنواع النظام.
وأخيراً وليس آخرا، أعتذر عن كل كلمة تأذت منها أعينكم، ولكن الكيل فاض بي، ولا اعتذر لأي جزائري يقرأ هذه الكلمات لأنكم وببساطة يجب أن تتذكروا أنكم تقطعون آلاف الأميال كي تأتون إلي مصر لتتلقوا التعليم في جامعاتنا .. هل تعرف معنى أن تتعلم فى مصر وليس بلدك؟
ملخص لن أتحدث عن مباراة أقيمت يوم الثامن عشر من نوفمبر لأنها لا تمت لكرة القدم بصلة، بل سأتكلم بلسان كل مصري أحس في تلك الليلة أنه يهان
كتب - وائل منتصر:
حقيقة .. لا أدري من أين أبدأ ولا من أين أتكلم حتى أعبر عن ما بداخلي من حرقة وحزن وبوادر موت بطيء وغضب لكل من أصاب الشعب المصري بالكآبة، وأبكي أسر بأكملها في ليلة تعد من أطول وأقسى الليالي التي عشتها في حياتي.
لن أتحدث عن مباراة أقيمت يوم الثامن عشر من نوفمبر لأنها لا تمت لكرة القدم بصلة، بل سأتكلم بلسان كل مصري أحس في تلك الليلة أنه يهان من أُناس لا يستحقون إلا كل احتقار لأنهم لا يعرفون أي معني من معاني الإنسانية.
بعدما حدث في السودان من انحطاط وتدبير جزائري رسمي، أصبح الأمر في غاية الخطورة ولا يمكن أن يستوعبه عقل بعد أن استمر التاريخ يكتب صفحات جديدة من التاريخ الأسود للجزائريين المكروهين من دول العالم وبشهادة فرنسية وإسبانية وعربية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: من هي الجزائر علي خريطة العالم؟؟ ما هي انجازاتها؟ وماذا حققت لخدمة البشرية سوي التكسير والتحطيم والإرهاب والسباب وكل ما يتخيله عقل من بذاءات وقلة حياء وعرض أسوأ الصور للعرب أمام العالم .. فما هي الجزائر حتى يقود مسئولوها هذا الانحطاط الأخلاقي؟
أستاذي العزيز إبراهيم حجازي قالها، وسأرددها مجددا لمن لم يسمع، فالجزائري الآن في نظر نسبة كبيرة جدا يأبى الذباب أن يقف علي وجهه، وتلك حقيقة .. الجزائري لا يحب أن يتكلم سوي بالقتل والذبح والسباب ولن اقبل أن يقول لي أحد إننا أخوة .. فإذا كان أخي بتلك الأخلاق فأنا في غني عن تلك الأخوة.
ومن جهتنا كمصريين، أحب أن أوجه كلماتي إلى الراقصين علي جراح ومشاعر الشعب المصري العاطفي بطبعه، فالمصري مهما حدث لا يؤمن سوي بتشجيع الكرة وحتى إن حدث وتطاول فانه ينسي ولو بعد حين.
لم يدر بذهني يوما ما وقبل المباراة الفاصلة المشئومة، أن أحداً من مسئولينا لم يعرف أو يتخيل ما سيحدث في السودان – المحدودة الإمكانيات أمنياً – ولن أصدق أي لسان يتكلم ويقول إن ما حدث من ترتيب جزائري لم يجل في خاطر أو مخيلة أي منظم لرحلات جمهور مصر.
الصورة كانت أبشع مما سمعه الجميع عبر شاشات التليفزيون ومكالمات التليفون، شعب – وأقول شعب كامل وليس جمهور - تم ترويعه لمجرد مباراة كرة قدم، وكل بيت له فرد في تلك المجزرة ظل مستيقظاً للصباح حتى يعود أبناؤه من "الجبهة"، ناهيك عن المصريين العاملين في تلك البلد غير الأمينة على أرواح البشر.
الشعب المصري لا يستحق تلك المهانة مهما قيل ويقال، فإذا كانوا يتحدثون هناك عن مقتل سبعة أو ثمانية أفراد من جماهيرهم التي جاءت للقاهرة بسبب شائعة أطلقها إناس مختلون عقليا، فالآن ذبح 80 مليون مصري في كرامتهم ومشاعرهم .. فماذا انتم فاعلون يا من كنتم تدافعون عن حق مصر؟
تحدثت إلي احد أصدقائي في تونس قبيل تحديد مكان المباراة الفاصلة وسألته "هل تتمني أن تقام تلك المباراة في تونس؟" رد قائلا "بالطبع لا .. بل إن السلطات التونسية لن تقبل إقامتها في تونس لأن الجمهور الجزائري معروف بهمجيته" .. ولا تعليق.
أنا لا أحمل الجزائر المسئولية كاملة، ولكن هناك جانب مصري يجب أن يدفع بعضاً من ثمن دموع الأسر المصرية، لأن البعض أغمض عينيه عن أصحاب الأصوات العالية والسبب الرئيسي في حالة الاحتقان المميتة التي وصلنا إليها حاليا من الجانبين.
وهناك مثال بسيط، إذا كنت في الشارع وقام احد المختلين عقليا بسبك دون سبب، فهل سترد عليه أو تتشاجر معه؟ بالطبع لا .. ستتركه إلى حال سبيله .. وهذا ما لم يحدث حينما كتبت الصحافة الصفراء الجزائرية أخباراً وعبارات تعبر عنهم، حيث قام البعض بالرد عليهم واستغلال حالة الغليان التي تملأ الشارع المصري.
عمرو أديب ومدحت شلبي واحمد شوبير وغيرهم كثيرون، قاموا بعمليات إشعال غير مبررة استغلها الجانب الآخر أحسن استغلال، وبالطبع ردت العقول المحدودة التفكير الجزائرية بجميع انتماءاتها قيادة وحكومة وشعبا وقاموا بإعداد العدة لمواجهة العدو القادم على حد وصفهم.
كيف تكون الرسالة الإعلامية هي "التسخين" وإشعال الموقف والمطالبة بالرد؟ وبالعربي .. كيف تقارن عقلك كإعلامي بعقل مشجع كرة وتقوم بالرد عليه في برامجك من أجل زيادة عدد المشاهدين والرقص على جثث المصريين .. حقيقة لا أجد إجابة.
وليعلم الجميع .. إن الوضع الآن في تونس أيضا هو الوضع نفسه في الجزائر بعد إحدى الحلقات التي تحدث خلالها أديب قائلا إنه لا يشجع سوى منتخب مصر، ولا يحب جزائر ولا تونس ولا مغرب ولا غيرهم ولا يشجعهم على طول الخط.
من حقك أن تشجع من تريد وتتجنب من تريد، ولكن ليس من حقك كإعلامي وصاحب برنامج يحقق نسبة مشاهدة عالية في الوطن العربي أن تقول هذا الكلام، وأنا شخصيا غير متعجب .. فقد تهجمت على منتخب بلادك من قبل واتهمت لاعبيه باقظع الاتهامات فليس مستغربا أن تقوم بذلك.
ما معني أن يقوم إعلامي كبير بإذاعة لقطات لفرد أو جماعة تقوم بسب مصر أو حرق علمها أو تهديد الجمهور المصري إلا إذا كان هذا الإعلامي يريد أن يكون لهؤلاء الرعاع قيمة، فأصبحت تلك هي اللغة الموجهة من هؤلاء طالما إعلامنا انزلق وراء تلك التفاهات فقالوا هل من مزيد.
ومن جهة المسئولين عن الكرة المصرية الذين ظلوا يسيرون بالبركة واقتنعوا أن البركة ستظل حاضرة طالما هذا الشعب الغلبان يدعو الله علي طول الخط، لا تخطيط ولا تنظيم ولا إعداد للعدة أو دراسة الحسابات القائمة وما يمكن حدوثه ولا أي نوع من أنواع النظام.
وأخيراً وليس آخرا، أعتذر عن كل كلمة تأذت منها أعينكم، ولكن الكيل فاض بي، ولا اعتذر لأي جزائري يقرأ هذه الكلمات لأنكم وببساطة يجب أن تتذكروا أنكم تقطعون آلاف الأميال كي تأتون إلي مصر لتتلقوا التعليم في جامعاتنا .. هل تعرف معنى أن تتعلم فى مصر وليس بلدك؟