تعيش اسرائيل حالياً مأزقاً سياسياً غير مسبوق، حيث بدأت تفقد تدريجياً الكثير من اصدقائها في الغرب بسبب سياساتها المتعنتة تجاه عملية السلام، واصرار حكومتها الحالية على المضي قدماً في المستوطنات وتوسيعها في استفزاز واضح لادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما التي تعارض ذلك علانية.
الخروج من مثل هذا المأزق يتأتى من خلال الاقدام على احد خيارين اثنين، الاول سلمي يتمثل في الانصياع للارادة الدولية، والعودة الى المفاوضات على اساس تجميد الاستيطان والالتزام بخريطة الطريق المنبثقة عن اللجنة الرباعية، والثاني عسكري، اي الاقدام على مغامرة عسكرية لخلط الاوراق في المنطقة.
حكومة نتنياهو ترفض الالتزام بخريطة الطريق وتجميد المستوطنات والانتقال الى مفاوضات المرحلة النهائية، لانها تقدم وحدة ائتلافها اليميني الذي يشكل العمود الفقري لاستمرارها في السلطة، على الانخراط في عملية سلمية تتطلب تنازلات تتعارض مع برنامجها السياسي، مثل تفكيك المستوطنات والتفاوض على مستقبل القدس المحتلة، واعادة اراض الى السلطة في اطار حل الدولتين.
وهكذا فان خيار التصعيد العسكري يظل هو التوجه الارجح لهذه الحكومة في الوقت الراهن على الاقل، وهذا ما يفسر انخراط القوات الاسرائيلية في مناورات مكثفة في الاسبوعين الماضيين مع نظيرتها الامريكية، تتضمن شن غارات على اهداف عسكرية ومدنية، والتدريب على تموين الطائرات في الجو بالوقود.
اي مغامرة عسكرية يمكن ان تقدم عليها اسرائيل يمكن ان تستهدف جبهتين رئيسيتين او كلتيهما معاً، ايران او جنوب لبنان، بسبب القوة العسكرية المتنامية فيهما وتشكيلهما خطراً وجودياً عليها.
الهجوم العسكري على ايران لتدمير قدراتها النووية يحتاج الى تنسيق مباشر مع الادارة الامريكية وضوء أخضر منها، لان هذا الهجوم في حال وقوعه سيؤدي الى حرب كونية ربما تتوسع وتشمل اطرافاً اقليمية ودولية عديدة، اما شن اي عدوان على جنوب لبنان تحت اي ذريعة من الذرائع فلن يحتاج إلى اي اذن امريكي مسبق بسبب محدوديته، اللهم الا اذا ارادت اسرائيل استخدامه كذريعة لتوريط قوى اقليمية مثل ايران وسورية فيه على المدى الابعد، كأن تتدخل الدولتان لحماية حلفائهما في لبنان وحزب الله على وجه الخصوص.
ما نريد قوله ان التحرشات الاسرائيلية المتواصلة بجنوب لبنان ربما تصب في هذه المحصلة، اي ايجاد الذرائع لشن الحرب لانهاء القوة العسكرية لحزب الله، اي تكرار حرب صيف عام 2006 ولكن بصورة اوسع، وبالقاء ثقل عسكري اكبر.
الرئيس اللبناني ميشال سليمان لم يستبعد في تصريحات ادلى بها امس، ان تدفع اسرائيل بعض عملائها، لاطلاق صاروخ الكاتيوشا من بلدة حولا في القطاع الاوسط في الجنوب اللبناني باتجاه مستوطنة كريات شمونة في الجليل الاعلى، مشيراً الى ان اسرائيل اعلنت قبل يومين عن عزمها على الاستمرار في اعمال التجسس التي تقوم بها حالياً في الجنوب ومختلف انحاء لبنان.
الاسرائيليون تحدثوا اكثر من مرة عن نقل اسلحة وصواريخ ايرانية وسورية الى المقاومة اللبنانية، وعبروا عن قلقهم من هذه الخطوة، واكتشاف عدة شبكات تجسس تورط فيها لبنانيون في الجنوب مما يعكس بشكل اساسي نواياهم العدوانية.
المقاومة اللبنانية ممثلة في 'حزب الله' على دراية كاملة بمثل هذه النوايا، ولهذا تتحلى باعلى درجات ضبط النفس لتفويت الفرصة على الاسرائيليين، ولذلك من المستبعد ان تكون خلف حادث اطلاق الصاروخ الاخير او حتى تسمح به.
الخروج من مثل هذا المأزق يتأتى من خلال الاقدام على احد خيارين اثنين، الاول سلمي يتمثل في الانصياع للارادة الدولية، والعودة الى المفاوضات على اساس تجميد الاستيطان والالتزام بخريطة الطريق المنبثقة عن اللجنة الرباعية، والثاني عسكري، اي الاقدام على مغامرة عسكرية لخلط الاوراق في المنطقة.
حكومة نتنياهو ترفض الالتزام بخريطة الطريق وتجميد المستوطنات والانتقال الى مفاوضات المرحلة النهائية، لانها تقدم وحدة ائتلافها اليميني الذي يشكل العمود الفقري لاستمرارها في السلطة، على الانخراط في عملية سلمية تتطلب تنازلات تتعارض مع برنامجها السياسي، مثل تفكيك المستوطنات والتفاوض على مستقبل القدس المحتلة، واعادة اراض الى السلطة في اطار حل الدولتين.
وهكذا فان خيار التصعيد العسكري يظل هو التوجه الارجح لهذه الحكومة في الوقت الراهن على الاقل، وهذا ما يفسر انخراط القوات الاسرائيلية في مناورات مكثفة في الاسبوعين الماضيين مع نظيرتها الامريكية، تتضمن شن غارات على اهداف عسكرية ومدنية، والتدريب على تموين الطائرات في الجو بالوقود.
اي مغامرة عسكرية يمكن ان تقدم عليها اسرائيل يمكن ان تستهدف جبهتين رئيسيتين او كلتيهما معاً، ايران او جنوب لبنان، بسبب القوة العسكرية المتنامية فيهما وتشكيلهما خطراً وجودياً عليها.
الهجوم العسكري على ايران لتدمير قدراتها النووية يحتاج الى تنسيق مباشر مع الادارة الامريكية وضوء أخضر منها، لان هذا الهجوم في حال وقوعه سيؤدي الى حرب كونية ربما تتوسع وتشمل اطرافاً اقليمية ودولية عديدة، اما شن اي عدوان على جنوب لبنان تحت اي ذريعة من الذرائع فلن يحتاج إلى اي اذن امريكي مسبق بسبب محدوديته، اللهم الا اذا ارادت اسرائيل استخدامه كذريعة لتوريط قوى اقليمية مثل ايران وسورية فيه على المدى الابعد، كأن تتدخل الدولتان لحماية حلفائهما في لبنان وحزب الله على وجه الخصوص.
ما نريد قوله ان التحرشات الاسرائيلية المتواصلة بجنوب لبنان ربما تصب في هذه المحصلة، اي ايجاد الذرائع لشن الحرب لانهاء القوة العسكرية لحزب الله، اي تكرار حرب صيف عام 2006 ولكن بصورة اوسع، وبالقاء ثقل عسكري اكبر.
الرئيس اللبناني ميشال سليمان لم يستبعد في تصريحات ادلى بها امس، ان تدفع اسرائيل بعض عملائها، لاطلاق صاروخ الكاتيوشا من بلدة حولا في القطاع الاوسط في الجنوب اللبناني باتجاه مستوطنة كريات شمونة في الجليل الاعلى، مشيراً الى ان اسرائيل اعلنت قبل يومين عن عزمها على الاستمرار في اعمال التجسس التي تقوم بها حالياً في الجنوب ومختلف انحاء لبنان.
الاسرائيليون تحدثوا اكثر من مرة عن نقل اسلحة وصواريخ ايرانية وسورية الى المقاومة اللبنانية، وعبروا عن قلقهم من هذه الخطوة، واكتشاف عدة شبكات تجسس تورط فيها لبنانيون في الجنوب مما يعكس بشكل اساسي نواياهم العدوانية.
المقاومة اللبنانية ممثلة في 'حزب الله' على دراية كاملة بمثل هذه النوايا، ولهذا تتحلى باعلى درجات ضبط النفس لتفويت الفرصة على الاسرائيليين، ولذلك من المستبعد ان تكون خلف حادث اطلاق الصاروخ الاخير او حتى تسمح به.